قدر الله وما شاء فعل.. لا تحزنوا يا مصريين، فعلنا كل ما علينا.. لاعبونا كانوا رجالاً في الملعب.. وجماهيرنا كانوا على الموعد وأسوداً في المدرجات، الجميع آزر وشجع مصر بكل روح طيبة وبكل حب وإحترام.
قدر الله وما شاء فعل.. لا تعلموا إرادة المولى عز وجل من خسارة مصر في هذه المباراة، ربما كان لحفظ أرواح الآلاف من المصريين في هذا الملعب الذي تشعر فيه كأنك في الحلبات الأسبانية لمصارعة الثيران.!!
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
صدق الله العظيم
لا تعلموا حكمة الله من خسارتنا اليوم، فالمصريين كانوا يلعبون وسط جو إرهابي بمعنى الكلمة، سواء من جماهير الخصم في الجزائر، أو من الاخوة في الأمن السوداني - والذي كان على الحياد تماماً ومحترمين جداً ولكن منظرهم سئ جداً جداً في الاستاد، الملعب كل أرضيته تمتلئ بالأمن وقوات الشرطة السودانية، وهذا مخالف لتعليمات الفيفا - وإذا تذكرنا مباراة السبت الماضي في ستاد القاهرة لم نرى رجل أمن واحد في أرضية الملعب.
بالطبع هذا انعكس على روح اللاعبين داخل الملعب.. ولكن مع العلم ان الأمن السوداني كان منتشر بهذه الدرجة بسبب علمه بخساسة الجزائريين وما يخططون له، وقلة أدب جزائرية قبل وأثناء وبعد المباراة، وإرهاب كبير لكل اللاعبين، بخلاف تهديد أمن وحياة المصريين الذاهبين لتشجيع المنتخب الوطني.
نعم مصر لم تخسر، إنما الوحدة العربية بيننا وبين الجزائريين "خسروها" هم للأبد.. ليس بسبب المونديال، ولكن كيف نحب أو نحترم شعب وجماهير كان كل فرد فيهم يحمل في يده "مطواة" والأسلحة البيضاء من أجل الاعتداء على جماهيرنا ولاعبونا واعتدوا على مشجع مصري قابلوه في ليلة المباراة، وأقولها بكل صراحة لو لاعبو إسرائيل، سنشجع الكيان الصهويني البغيض وستكون قلوبنا معه، لان الصهاينة لا يفعلوا مثل ما فعل الجزائريين.
يرددون بأننا حلفاء الصهاينة، ونسوا أو تناسوا أولاد لويس ان المصريين هم أشبعوا الإسرائيليين ضرباً وأوجعوهم بمرارة الهزيمة وفدى المصريين بأرواحهم ودمائهم الأرض المصرية الطاهرة.. مقبرة الغزاة على مر التاريخ والعصور.
وينشرون حكايات غريبة عن انهم ساندونا في حرب 73 المجيدة، وللعلم الجزائر أرسلت بعد أيام من يوم 6 أكتوبر المجيد بضعة طائرات لمصر تعد على أصابع اليد لتأمين المجال الجوي في بعض محافظات مصر فقط ولم يدخل أحد الحرب أبداً مع المصريين على الجبهة.
وأتذكر هتاف بعض الاخوة الأشقاء الذين ذهبوا للجبهة بآلية مدرعة للمساعدة يوم 12 أكتوبر.. وعندما رأوا النيران.. قالوا: الله يخرب بيتك يا "اسم حاكمهم" أترسلنا للنار بيدك.. هذه والله ما هى حرب هذه جهنم الحمراء على الأرض.!!
قادوا حملة مريرة وعاتيه في كل وسائل إعلامهم طوال الفترة الماضية وعلى المستوى السياسي أيضاً وحرفوا القرآن الكريم وأهانو كيان جمهورية مصر العربية أم الدنيا، والتي ستظل أم الدنيا غصباً عنهم وعن كل كاره لهذه الأمة الخالدة والشامخة دائماً شموخ الأهرامات على مدار آلاف السنين.
لن ننكسر أبداً، ولن يضيرنا خسارة مباراة، لن تكون مباراة هى سبب في تنكسينا للعلم المصري، سنظل رافعين للعلم المصري، وداعمين ومساندين للوحدة العربية مع كل الأشقاء العرب الأوفياء والمحبين لمصر والمصريين.
ولم يكن هناك مشهد اليوم أفضل من هذا المشهد.. عندما ترى الاخوه في السودان يؤازرون بقوة المنتخب المصري.. وترى الاخوه في قطر يؤازرون المنتخب المصري ويرفعون الأعلام المصرية بجوار القطرية، وترى على شاشة قناة الجزيرة الرياضية قبل المباراة، كاميراتها ومراسليها في كل أنحاء العالم العربي تصور وتطوف وتجوب في كل البلاد العربية والتي كانت تؤازر مصر والمصريين.. وظلوا يبحثون عن بلد فيها مؤازرة للجزائريين.. لم يجدوا غير الذهاب بالكاميرا إلى مارسليا الفرنسية لتصوير بعض النكرات الجزائريين هناك.
هذا هو الشعب العربي الحقيقي.. المحب لمصر والذي تحبه مصر وتدعمه.
شكراً لاعبو مصر وشكراً للجهاز الفني وشكراً لكل المسئولين، وشكراً للجماهير.. فعلتم كل ما عليكم.. وقدر الله وما شاء الله.